فهرس الكتاب
الصفحة 6 من 64

فأذن له صلى الله عليه وسلم بالخروج .. فأخذ سلاحه وقال: اللهم ارزقني الشهادة ولا تردّني إلى أهلي ..

فلما وصلوا إلى ساحة القتال .. والتقى الجمعان .. وصاحت الأبطال .. ورميت النبال ..

انطلق عمرو يضرب بسيفه جيش الظلام .. ويقاتل عباد الأصنام ..

حتى توجه إليه كافر .. بضربة سيف كُتِبَت له بها الشهادة ..

فدفن رضي الله عنه .. ومضى مع الذين أنعم الله عليهم ..

وبعد ست وأربعين سنة في عهد معاوية رضي الله عنه ..

نزل بمقبرة شهداء أحد .. سيل شديد .. غطّى أرض القبور ..

فسارع المسلمون إلى نقل رُفات الشهداء .. فلما حفروا عن قبر عمرو بن الجموح .. فإذا هو كأنه نائم .. ليّن جسده .. تتثنى أطرافه .. لم تأكل الأرض من جسده شيئاً ..

فتأمل كيف ختم الله له بالخير لما رجع إلى الحق لما تبين له ..

بل انظر كيف أظهر الله كرامته في الدنيا قبل الآخرة .. لما حقق لا إله إلا الله ..

هذه الكلمة التي قامت بها الأرض والسموات .. وفطر الله عليها جميع المخلوقات .. وهي سبب دخول الجنة ..

ولأجلها خلقت الجنة والنار .. وانقسم الخلق إلى مؤمنين وكفار .. وأبرار وفجار ..

فلا تزول قدما العبد بين يدي الله حتى يسأل عن مسألتين ماذا كنتم تعبدون وماذا أجبتم المرسلين ..

وكم من إنسان هلك مع الهالكين .. واستحق اللعنة إلى يوم الدين .. بسبب أنه لم يحقق التوحيد ..

فالله هو الرب الواحد .. لا يتوكل العبد إلا عليه .. ولا يرغب إلا إليه ..

ولا يرهب إلا منه .. ولا يحلف إلا باسمه .. ولا ينذر إلا له .. ولا يتوب إلا إليه ..

فهذا هو تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله .. ولهذا حرم الله على النار من شهد أن لا إله إلا الله حقيقة الشهادة ..

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام