فهرس الكتاب
الصفحة 17 من 64

نداء .. نداء ..

إني أقول لألئك الذين يدعون الأموات ..

أمواتكم هؤلاء .. الذين تبكون على عتباتهم .. وترجون شفاعاتهم .. (هل يسمعونكم إذ تدعون * أو ينفعونكم أو يضرون) ..

لا والله لا يسمعون .. ولا ينفعون .. بل يخذلون ويضرون ..

وما أجمل ما فعله ذلك الغلام الصغير .. الذي عمره 13 سنة .. وسافر مع والده إلى الهند ..

والهند بلاد كبيرة .. تتنوع فيها الآلهة .. يعبدون كل شئ .. من حيوان ونبات وجماد وبشر وكواكب ..

دخل الغلام أحد المعابد .. فرأى الناس يعبدون ثمرة جوز الهند ..

وقد رسموا لها عينين وأنفاً وفماً .. ويقدمون لها البخور والطعام والشراب ..

ثم رآهم يصلون لها .. فلما سجدوا لها .. أقبل الغلام إلى الثمرة فاختطفها وهرب بها ..

فلما رفعوا رؤوسهم من سجودهم .. لم يجدوا إلههم .. فالتفتوا .. فإذا الغلام قد حمل الإله .. وفرَّ به هارباً ..

فقطعوا صلاتهم .. وركضوا وراء الغلام ..

فلما ابتعد عنهم .. جلس على الأرض .. ثم كسر الجوزة .. وشرب مائها وألقاها على الأرض ..

فتصايحوا لما رأوا الإله مكسوراً .. فأخذوه وضربوه وتلتلوه .. ثم ذهبوا به إلى قاضي البلد ..

فقال له القاضي: أنت الذي كسرت الإله؟

قال الغلام: لا .. ولكني كسرت جوزة .. قال القاضي: ولكنها إلاههم ..

قال الغلام: أيها القاضي!! هل كسرت يوماً جوزة هند وأكلتها؟

قال القاضي: نعم .. قال الغلام: فما الفرق إذاً؟

فسكت القاضي واحتار .. ونظر إلى عبادها يريد منهم الجواب ..

فقالوا: هذه الجوزة لها عينان وفم ..

فصاح بهم الغلام قال: هل تتكلم؟ قالوا: لا ..

قال: هل تسمع؟ قالوا: لا ..

قال: فكيف تعبدونها إذاً؟ فبهت الذي كفر .. والله لا يهدي القوم الظالمين ..

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام