فهرس الكتاب
الصفحة 23 من 64

حيث فزع واضطرب .. ثم طلب من عادل أن يبادر إلى إعطائه بعض الدراهم خشية أن تنقلب الحافلة فعلاً .. لأن المتسول المذكور (عبد الكريم أبو شطة) من الدراويش المباركين المستجابي الدعوة ..

فتعجب عادل وقال: نعم .. أهل السنة والجماعة يؤمنون بالكرامات .. ولكن هي للصالحين الأتقياء .. العاملين الأخفياء .. وليست لأمثال هذا من المجاديب .. الذين يتأكلون بدينهم ..

فصاح به سعيد: لا تقل ذلك .. فإن الأحاديث عن الخوارق التي جرت على يديه يتناقلها الصغير والكبير .. وسترى بعد قليل أنه سينزل ونمضي نحن في الحافلة .. ويسبقنا إلى القرية التالية ماشياً .. حيث سينتظرنا هناك .. نعم .. كرامة .. هل تنكر الكرامات؟

عادل: أنا لا أنكر الكرامات بشكل مطلق .. فالله قادر أن يكرم من شاء من عباده .. لكن أن تصبح الكرامات طعامنا وشرابنا وتدخلنا في باب إشراك هؤلاء العبيد والأموات مع الله سبحانه وتعالى في الخلق والأمر والتصرف في الكون .. حتى نصبح نخافهم ونتقي غضبهم .. فلا ..

سعيد: يعني أنت لا تصدق أن الشيخ أحمد أبو سرود قد جاء من عرفات إلى استانبول وأكل الكبة المشوية عند أهله وعاد ليلاً إلى عرفات؟

عادل: يا سعيد .. بارك الله في عقلك أهذا الذي تعلمته في الجامعة؟

سعيد: بدأنا بأسلوب السخرية!

عادل: أنا لا أسخر منك .. ولكن أن يكون كلام العوام وخرافاتهم كلاماً منزلاً محكماً لا يقبل النقد .. فلا ..

سعيد: ولكن هذه الكرامات لا ينقلها العوام فقط .. بل إن ساداتنا المشايخ ينقلون كثيراً منها عن أصحاب المقامات والأضرحة.

عادل: طيب يا سعيد ما رأيك لو برهنت لك برهاناً عملياً أن كل هذه المقامات والأضرحة خلط ودجل؟ وأن كثيراً من هذه الأضرحة لا حقيقة لها .. فلا قبر .. ولا مقبور .. ولا وليَّ .. وإنما إشاعات ودجل انتشر عند الناس حتى صدقوه ..

فانتفض سعيد وأخذ يردد: أعوذ بالله! أعوذ بالله!

ثم سكتا قليلاً .. وسارت الحافلة حتى وصلت بهم إلى الدوار الموصل إلى قريتهم .. فالتفت عادل إلى سعيد .. وقال: هل يوجد على هذا الدوار قبر أو مقام أو ضريح لأحد الأولياء يا سعيد؟

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام