"من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك"
وقوله فقد كفر أو أشرك أخذ به طائفة من العلماء فقالوا: يكفر من حلف بغير الله كفر شرك،
قالوا: ولهذا أمره النبي - صلى الله عليه وسلم - بتجديد إسلامه بقوله لا إله إلا الله.
ولكن الجمهور: قالوا: لا يكفر كفراً ينقله عن الملة لكنه من الشرك الأصغر كما نص علي ذلك ابن عباس وغيره، وذلك لأن الحالف لا يعتقد أن عظمة المحلوف به كعظمة الله تعالي.
-وأخرج الحاكم بسند صحيح عن عبدالله بن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم:
"كل يمين يُحلف بها دون الله شرك".
-وأخرج أبو داود وغيره بسند صحيح عن بريدة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم:
"من حلف بالأمانة فليس منا" (السلسلة الصحيحة)
-وأخرج البخاري ومسلم عن ابن عمر - رضي الله عنهما ـ:
أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أدرك عمر بن الخطاب وهو يسير في ركب يحلف بأبيه، فقال: ألا إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم ومن كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت"."
* قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله - كما في فتح الباري (11/ 540) :
قال العلماء: السر في النهي عن الحلف بغير الله أن الحلف بالشيء يقتضي تعظيمه، والعظمة في الحقيقة إنما هي لله وحده.
* وقال الشيخ حامد الفقي:
فالنهي عن الحلف بغير الله إنما جاء لأن حقيقة اليمين والقصد منه إنما هو تأكيد حالف قوله بالقسم بالمحلوف به الذي يقدر أن ينتقم منه ويعاقبه إن كان كاذباً، ولذلك يري أكثر العامة يحلفون بالله كذباً غير مبالين فإذا استحلفوا بمن يعظمونه في الموتى والأولياء ويعتقدون له السر والتصرف تكعكعوا وصدقوا، وإن كان في ذلك ذهاب بعض ما يحرصون عليه في منفعة يضحون بها خوفاً من عقاب وانتقام وتصرف ذلك الولي فيهم.
-وقال في تيسير العزيز الحميد ما ملخصه:
أجمع العلماء علي أن اليمين لا تكون إلا بالله أو بصفاته وأجمعوا علي المنع من الحلف بغيره.
ملحوظة:
من أخطأ وحلف بغير الله بلا قصد أو تعمد فليقل في نفس اللحظة: (لا إله إلا الله)