الصفحة 31 من 134

يتوافق مع ما ذكر في أخبار الجساسة، ووجود الغرابة في وصفها لا يكفي دليلا على أنهما شيء واحد.

وكذلك لو قيل بأن الجساسة كانت تتجسس الأخبار للدجال، وهو من الأشراط الكبرى للساعة، ودابة الأرض في آخر الزمان هي أحد الأشراط الكبرى للساعة فإن هذا لا يصلح دليلا على أنهما شيء واحد، والكلام في الغيبيات لا يجوز الجزم به واعتقاده إلا بنص شرعي صحيح، ولا دليل على ذلك.

وأما ما ينقل عن بعض الصحابة، ففي ثبوته عنهم نظر، وعلى فرض ثبوته فهو مجرد اجتهاد اعتقاده يحتاج إلى نص من الوحي المعصوم

قال بعض أهل العلم بأن الدابة هي فصيل ناقة صالح؛ يخرج عند اقتراب القيامة، ويكون من أشراط الساعة [1] .

وقال القرطبي (ت 671 هـ) عن القول بأن الدابة هي فصيل ناقة صالح بأنه أول الأقوال وأصحها؛ ولهذا قرره

(1) انظر: فتح القدير (4/ 151) وفتح البيان في مقاصد القرآن (10/ 70) وحاشية الصاوي على تفسير الجلالين (3/ 205) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام