الصفحة 28 من 134

اتفق المسلمون على أن الله تعالى يخرج في آخر الزمان دابة من الأرض بصفتها أحد أشراط الساعة، مصداقًا لكتاب الله تعالى، وما صح من سنة الرسول - صلى الله عليه وسلم - فيها، ولم يختلفوا في وقوع ذلك [1] وإنما حصل الخلاف في ماهية تلك الدابة وأوصافها، على أقوال كثيرة، ومن ذلك ما قيل إنها:

فقد جزم بعض من تحدث عن دابة آخر الزمان بأنها الجسّاسة، المذكورة في حديث تميم الداري، عندما ركب في سفينة هو وبعض أصحابه، فماج بهم البحر شهرًا، ثم أرفأت السفينة إلى جزيرة، فدخلوها، فلقيتهم دابة أهلب [2] كثيرة الشعر، لا يدرون ما قبلها من دبرها، من كثرة الشعر، فقالوا: ويلك من أنت؟ فقالت:"أنا الجساسة"الحديث، ثم دلتهم على الدجال فقابلوه، إلى آخر الحديث الذي حدث به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أصحابه، مقررًا ما ذكره له تميم الداري رضي الله عنه [3] .

(1) انظر: البحر المحيط (7/ 96، 97) وفتح القدير (4/ 141، 153) وروح المعاني (20/ 24) وتيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان (610) .

(2) أهلب: أي كثيرة الشعر، انظر: لسان العرب (3/ 817) .

(3) أخرجه مسلم كتاب الفتن وأشراط الساعة باب قصة الجساسة (2942) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام