الساعة، وليس لي من العلم إلا ما علمني الله تعالى [1] .
قال أبو جعفر الطبري (ت 310 هـ) في تفسير هذه الآية:"يقول الله تعالى: ذكره لنبيه محمد: قل يا محمد لسائليك عن الساعة أيان مرساها: {لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا} يقول: لا أقدر على اجتلاب نفع لنفسي ولا دفع ضر يحل بها عنها {إِلَّا مَا شَاءَ اللهُ} أن أملكه من ذلك؛ بأن يقويني عليه ويعينني، ولو كنت أعلم ما هو كائن مما لم يكن بعد لاستكثرت {لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ} يقول: لأعددت الكثير من الخير" [2]
ويقول سبحانه وتعالى موجهًا نبيه - صلى الله عليه وسلم - إلى أن يرد علم الساعة إليه تعالى: {يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللهِ} [الأحزاب: 63] فإرشاد الله تعالى رسوله - صلى الله عليه وسلم - أن يرد علم الساعة ووقت قيام القيامة إليه جل وعلا، يدل دلالة لا ريب فيها على أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لا يعلم متى تقوم الساعة، وأن الله وحده اختص لنفسه بعلمها [3]
وكذلك قوله تعالى: {إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ} [لقمان: 34] أي استأثر الله تعالى بعلمها،
فلا يعلمها
(1) انظر: الجامع لأحكام القرآن (7/ 240) وفتح القدير (2/ 273، 274) .
(2) جامع البيان في تفسير القرآن، (9/ 142) .
(3) انظر: تفسير القرآن العظيم (3/ 2294.)