الصفحة 3 من 134

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، عالم الغيب والشهادة، العزيز الحكيم، وصلى الله على خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وسلم تسليما كثيرا.

أما بعد:

فإن دابة الأرض، التي تخرج آخر الزمان، هي أحد الأشراط الكبرى للساعة؛ تلك الأشراط التي جعلها الله تعالى علامات على قرب القيامة، وهي أحداث مهولة، وللبشر غير مألوفة.

وإن الإيمان بتلك الأشراط هو مما يتضمنه الإيمان باليوم الآخر، الركن الخامس من أركان الإيمان، فمما يتضمنه هذا الركن العظيم: الإيمان بقيام الساعة التي تأتي بغتة، والإيمان بمقدماتها ودلائل قربها جملة وتفصيلاً، ومن ذلك: الإيمان بخروج الدابة التي أخبر الله تعالى عنها بقوله جل وعلا: {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ} [النمل: 82] وأخبر عنها الرسول - صلى الله عليه وسلم - بأحاديث صريحة؛ وذلك من أجل الاستعداد لتلك الأيام العصيبة والأحداث المفزعة، التي يحدث بعدها الفزع الأكبر، والبعث والحشر، والحساب والجزاء، ثم الجنة أو النار.

والإيمان بخروج الدابة، وما تفعله حينئذ مما هو

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام