ثابت شرعًا وتعليمه للناس؛ هو مما يزيد الإيمان ويقوي الاستعداد ليوم المعاد.
ولقد كثرت الكتابات وبخاصة في السنوات الأخيرة، عن أشراط الساعة، وتناقل الكتاب والمؤلفون ما وجدوه في كثير من كتب التفسير والفتن والملاحم على أنه من المسلمات العقدية؛ ولغرابة دابة آخر الزمان كثر حول أوصافها وأفعالها ومكان خروجها الظن والتخمين، بل تجرأ بعض الكتاب إلى تأويل تلك الدابة بتأويلات هي في حقيقتها تحريفات لمراد الله تعالى ومراد رسوله - صلى الله عليه وسلم -.
ولهذا ولكون الإيمان بخروج الدابة وفق ما جاء في النصوص الشرعية هو من أصول الإيمان عند أهل السنة والجماعة: حرصت على بحث هذا الموضوع، بيانًا لمعتقد أهل السنة والجماعة، وردًا على تحريفات المخالفين.
وعندما نظرت في الكتب المؤلفة في أشراط الساعة، وجدتها صنفين: صنفًا جمع ما وجده من روايات وآثار حول الدابة دون تمحيص ودراسة؛ مما يجعل القارئ أمام كم هائل من الأوصاف المتناقضة التي هي في الغالب تؤدي إلى نتائج عكسية؛ أعني أنها تشكك في أمر الدابة عند ضعاف الإيمان، وصنفًا آخر درس الأشراط أو بعضها، إلا أنه لم يتتبع ما ورد في الدابة،