الصفحة 8 من 134

اختص الله تعالى بعلم الساعة؛ فلا يعلم متى تقوم القيامة إلا هو عز وجل، وقد أمر الله نبيه - صلى الله عليه وسلم -، إذا سأله الناس عن وقتها، أن يرد علمها إلى الله وحده؛ فإنه هو وحده جل وعلا الذي يعلم متى تكون على التحديد، لا يعلم ذلك إلا هو؛ قال تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [الأعراف: 187] فالملائكة والأنبياء، ومنهم خاتمهم محمد - صلى الله عليه وسلم - لا أحد منهم يعرف متى تقوم القيامة، فلا يعلم جلية أمرها إلا الله تعالى، ولهذا قال: {ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} أي ثقل وخفي علم وقتها على أهل السموات والأرض [1]

ولهذا أمر الله نبيه - صلى الله عليه وسلم - بقوله: {قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [الأعراف: 188] أي: قل يا محمد حين يسألك قومك عن علم الساعة ووقت القيامة: لا أملك أن أجلب لنفسي خيرًا ولا أدفع شرًا فكيف أملك علم

(1) انظر: تفسير القرآن العظيم (2/ 260) وتيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان (311) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام