ونسب القرطبي القول بأن الدابة هي الجساسة إلى عبد الله بن عمر رضي الله عنهما [1] .
وقال الشوكاني (ت 1250 هـ) في حديثه عن الدابة:"وقيل هي دابة ذات شعر وقوائم طوال، يقال لها الجساسة [2] ."
ولعلّ دليل هؤلاء أنه ورد تسمية الجساسة بدابة، وجاء في وصفها بأنها (دابة أهلب، كثيرة الشعر، لا يدرون ما قُبُلُها من دُبُرِها) [3] ؛ فكونها دابة يتوافق مع تسمية علامة آخر الزمان بالدابة، وكونها بذلك الوصف الغريب، والشكل الذي يبدو غير مألوف، فهو يتوافق مع الأشراط الكبرى للساعة، التي تعد خوارق للمألوف.
ولا شك أن هذا استدلال بعيد؛ فالدابة تطلق على كل ما دب ومشي على الأرض، كما سبق ذلك في التعريف اللغوي في المبحث الأول، فلا دلالة لهم بتوافق التسميتين؛ إذ لا يلزم من ذلك أنهما شيء واحد.
أما الأوصاف فلم يثبت في دابة آخر الزمان وصف
(1) انظر: الجامع لأحكام القرآن (13/ 179) والتذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة (2/ 579) .
(2) فتح القدير (4/ 151) وانظر: منار السبيل في الأضواء على التنزيل (3/ 124) .
(3) هكذا وصفها في صحيح مسلم، انظر تخريج قصة الجساسة سبق قبل قليل (33) .