يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ [الأنعام: 38] [1] .
ولكن يرد على هذا الاستدلال بقوله تعالى: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} [هود: 6] .
وكذلك قوله - صلى الله عليه وسلم: «والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب» [2]
وأيضًا، فإن الطير يدب على الأرض برجليه في بعض الحالات، فلعل الصحيح إطلاق لفظ الدابة عليه كما يطلق لفظ الدابة على حيوان البحر أيضا [3] .
قال القرطبي (671 هـ) :"... ودابة تجمع الحيوان كله، وقد أخرج بعض الناس الطير، وهو مردود؛ قال الله تعالى: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللهِ رِزْقُهَا} فإن الطير يدب على رجليه في بعض حالات ... [4] "
الدابة شرعًا:
هي الدابة التي يخرجها الله تعالى من الأرض في آخر
(1) حياة الحيوان (2/ 316) .
(2) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الرقاق، باب سكرات الموت (6512) ومسلم في صحيحه، كتاب الجنائز، باب ما جاء في مستريح ومستراح منه (950) .
(3) انظر: تفسير القرآن العظيم (2/ 418) والتفسير الكبير (مفاتيح الغيب) (17/ 163) .
(4) انظر: الجامع لأحكام القرآن (2/ 164، 165) .