وقوله تعالى: {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ} [فاطر: 45] قيل: من دابة من الإنس والجن، وكل ما يعقل، وقيل: إنما أراد العموم؛ ويدل على ذلك ما روي عن بعض الصحابة أنه قال: كاد الجعل يهلك في جحره بذنب ابن آدم [1] .
قال ابن فارس (ت 395 هـ) :"دبَّ: الدال والباء أصل واحد صحيح منقاس، وهو حركة على الأرض أخف من المشي؛ تقول: دب دبيبًا، وكل ما مشي على الأرض فهو دابة [2] ."
وقد غلب اسم الدابة على ما يُركَبُ من الحيوان [3] .
وهل يدخل الطير في مسمى الدابة؟
لبعضهم كلام في إدخاله [4] .
قال كمال الدين الدميري (ت 808 هـ) :"الدابة ما دب من الحيوان كله، وقد أخرج بعض الناس منها الطير؛ لقوله تعالى وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ"
(1) انظر تفسير القرآن العظيم (3/ 540) وفتح القدير (4/ 357) ولسان العرب (1/ 938) .
(2) معجم مقاييس اللغة (331) .
(3) انظر: لسان العرب (1/ 938) والمعجم الوسيط (268) .
(4) انظر: جامع البيان في تفسير القرآن (2/ 39) والجامع لأحكام القرآن (2/ 164) .