الأرحام إلا الله، ولا يعلم ما في غد إلا الله، ولا يعلم متى يأتي المطر أحد إلا الله، ولا تدري نفس بأي أرض تموت إلا الله، ولا يعلم متى تقوم الساعة إلا الله» [1] .
هذه هي بعض الآيات والأحاديث التي تدل على اختصاص الله تعالى بعلم الساعة، وأنه لا يعلمها ملك ولا نبي ولا ولي فضلا عن عامة الخلق، والنصوص الشرعية الدالة على ذلك كثيرة اكتفيت منها بما ذكرته إجمالا.
وقد اختص الله تعالى بعلم الساعة لنفسه، فلم يخبر بوقت قيامها أحدًا لحكم أرادها الله سبحانه وتعالى؛ ولعل منها اجتهاد العباد في الاستعداد لذلك اليوم العظيم الذي لا يعلمون متى هو، مع علمهم بقربه وأنه يأتي بغتة، فيدفعهم ذلك إلى التأهب له بالتوبة والعمل الصالح وإخلاص النية لله تعالى، كما أن في إخفاء وقت قيام القيامة اختبار وابتلاء العباد في إيمانهم بالغيب وما أخبر الله به في كتابه وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - هذا طرف من حكم إخفائها وما غاب عنها أكثر وأعظم [2] .
وقد أخبر الله تعالى بقرب القيامة، توجيهًا للاستعداد لها، فقال تعالى: اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ
(1) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا} (7379) .
(2) انظر: لوامع الأنوار البهية (2/ 66) .