القيامة من العرب والعجم )) [1] .

وما أورده الدكتور الغذّامي عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - من قوله عن الشعر: إنه (علم العرب الذي ليس لهم علم سواه) ، لم أقف عليه في شيء من الموسوعات الحاسوبية [2] ، لكنك تجد عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - كلاماً في الحث على تعلم الشعر.

فمما ذُكر عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه: (الشعر جَزل من كلام العرب، يُسكَّن به الغَيظ، وتُطفأ به الثائرة، ويتبلَّغ به القومُ في ناديهم، وُيعطى به السائل) [3] .

وذُكر عنه أيضاً - رضي الله عنه: (تحفّظوا الأشعارَ وطالِعوا الأخبار، فإنّ الشِّعرَ يدعو الى مكارم الأخلاقِ ويعلِّمُ محاسِنَ الأعمالِ، ويبعثُ على جميلِ الأفعالِ، ويفتُقُ الفِطْنةَ، ويشحَذُ القريحةُ، ويحدو على ابتناءِ المناقبِ وادّخار المكارمِ، وينهى عن الأخلاقِ الدنيئةِ، ويزجُرُ عن مُواقَعَةِ الريَبِ، ويحضُّ على معاني الرُتَبِ) [4] .

ولا يخفى أن معنى ما أورده الدكتور الغذّامي عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يُحمل على الحث على تعلم الشعر وأثره في تهذيب اللسان والفهم، ولكن الدكتور الغذّامي أبى إلا حمله على أنه نفي لكل علم للعرب سوى الشعر! وأعاد هذا وكرره في كتابه مرات وكرات.

والقول بأن العرب - قبل الإسلام وبعده - ليس لهم علم إلا الشعر: يغني ظهور بطلانه عن الكلام في رده، فقد جاء العرب - وغيرهم من أهل الكتاب- من العلم والهدى بنزول القرآن وبعثة النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم - ما يخرجهم من الظلمات إلى النور: {قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (16) } [المائدة: 15 - 16]

وقد جاء الحث على تعلم الشعر عن بعض الصحابة - رضي الله عنه -، فمن ذلك ما جاء عن عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما: قال: (الشعر ديوان العرب، هو أول علم العرب، عليكم شعر الجاهلية وشعر الحجاز) [5] .

(1) "فصل في الدليل على فضل العرب"ضمن جامع الرسائل. ابن تيمية. تحقيق محمد رشاد سالم. مصر (289 - 290) .

(2) موسوعة المكتبة الشاملة، وموسوعات التراث: المكتبة الألفية، موسوعة العقائد، موسوعة التفسير، موسوعة الفقه.

(3) "العقد الفريد" (2/ 310) ضمن المكتبة الشاملة.

(4) "نضرة الاغريض في نصرة القريض". المظفر بن عبد الفضل. (1/ 65) ضمن المكتبة الشاملة.

(5) "تهذيب الآثار" (2/ 627/ح942) لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري. مطبعة المدني. القاهرة. تحقيق: محمود محمد شاكر.