فهرس الكتاب
الصفحة 15 من 26

الرد على الشبهة الخامسة

شبهة شرب معاوية للخمر وقصة أبو بريدة: المنكرة

أما هذه الشبهة ففيها زيادة تلفيق على الرواية المنكرة أصلا و الموجودة في مسند الإمام أحمد كما نشرته بعض المواقع محرفا اي انهم لم يكتفوا بنكارة النص الأصلي بل زادوا عليه وحرفوه وكالآتي (عن عبد الله بن بريدة الصحابي قال: دخلت أنا وأبي على معاوية بن أبي سفيان، أي في دمشق، ثم أتينا بالطعام، فأصبنا منه، أو قال: أكلنا، ثم أتينا بالشراب، الخمر، فشرب معاوية، وناول أبي، فقال: أي أبوه: ما شربته منذ حرّمه رسول الله.) . وعند مراجعة أصل النص عند احمد تجد ان كلمة (الخمر) لم ترد في النص أبداً، فيتبين أن بعض المعاصرين دسَّها في الرواية وزاد بعض الكذابين على بعض المواقع من الشبكة العنكبوتية فقالوا معاوية يتاجر بالخمور والأصنام ولا وجود لكل هذه الأكاذيب في الرواية المنكرة أصلا.

والنص كالأتي: قال الإمام أحمد: ثنا زيد بن الحباب عن حسين بن واقد حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَأَبِي عَلَى مُعَاوِيَةَ فَأَجْلَسَنَا عَلَى الْفُرُشِ، ثُمَّ أُتِينَا بِالطَّعَامِ فَأَكَلْنَا، ثُمَّ"أُتِينَا بِالشَّرَابِ فَشَرِبَ مُعَاوِيَةُ، ثُمَّ نَاوَلَ أَبِي، ثُمَّ قَالَ: مَا شَرِبْتُهُ مُنْذُ حَرَّمَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"ثُمَّ قَالَ مُعَاوِيَةُ: كُنْتُ أَجْمَلَ شَبَابِ قُرَيْشٍ وَأَجْوَدَهُ ثَغْرًا، وَمَا شَيْءٌ كُنْتُ أَجِدُ لَهُ لَذَّةً كَمَا كُنْتُ أَجِدُهُ وَأَنَا شَابٌّ غَيْرُ اللَّبَنِ، أَوْ إِنْسَانٍ حَسَنِ الْحَدِيثِ يُحَدِّثُنِي وهي] رواية منكرة كما حكم عليها بذلك الإمام أحمد نفسه «وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه قال وكيع يقولون سليمان أصحهما حديثا قال عبد الله قال أبي عبد الله بن بريدة الذي روى عنه حسين بن واقد ما أنكرها وأبو المنيب أيضا يقول كأنها من قبل هؤلاء» (تهذيب الكمال14/ 331) بالاضافة إلى ذلك فان الإمام أحمد شكك في روايته عن أبيه وضعفه وأما ابراهيم الحربي فقد حكم بعدم سماع عبد الله من أبيه بريدة لذلك لم يرو له البخاري عن أبيه سوى رواية واحدة وكذلك وافقه مسلم في ذلك. تقريب 3227قال العلامة شعيب الأرناؤوط: .. وأخرجه ابن أبي شيبة 11/ 94 - 95 عن زيد بن الحُباب، به. ولفظه: دخلتُ أَنا وأَبي على معاوية، فأَجْلسَ أَبي على السَّرير، وأُتِيَ بالطعام فأطْعَمَنا، وأُتِيَ بشرابٍ فشربَ، فقال معاوية: ما شيءٌ كنت أَستلِذُّه وأنا شابٌّ فآخُذه اليومَ إلا اللَّبَنَ، فإني آخذه كما كنت آخذه قبل اليوم، والحديثَ الحسَنَ. وهذا يعني ان الرواية الصحيحة التي يتغافلون عن ذكرها تؤكد ان معاوية كان يكره شرب الخمر حتى في جاهليته بل كان محبا لشرب اللبن منذ شبابه وامارواية شربه لشراب محرم فخبر غير صحيح حكم عليه بالنكارة اول من اخرجه وهو الامام احمد فلا اعتبار لمن صححه من المعاصرين على جلالة قدرهم لان احمدا صاحب هذه الرواية وقد أنكرها بنفسه.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام