فهرس الكتاب
الصفحة 16 من 26

الرد على الشبهة السادسة:

قتل سبعون ألف من الصحابة من الطرفين في معركة صفين

وهذا غير صحيح لا سندا ولا متنا فجيش سيدنا علي لم يصل إلى عشرة آلاف بمجموعه عند معركة الجمل هذا لو فرضنا أن أحدا لم يقتل في معركة الجمل وبقي جميع أفراده سالمين حتى دخلوا معركة صفين لبقي العدد قريبا مما ذكرنا فقد أخرج الطبري بإسناد حسن عن إمام من أئمة أهل البيت وهو محمد بن سيدنا علي المعروف بمحمد بن الحنفية أنه قال (أقبلنا من المدينة بسبعمائة رجل وخرج إلينا من الكوفة سبعة آلاف وانضم إلينا من حولنا ألفان وأكثرهم بكر بن وائل) 4\ 506 والصحيح 3/ 383) ولم ترد رواية مسندة صحيحة ولا حسنة ولا ضعيفة ولا شديدة الضعف تؤكد الأعداد المبالغ فيها وإنما ذكر المؤرخون المتقدمون ذلك من دون إسناد بينما الرواية التاريخية الصحيحة وهي رواية واحدة مسندة موصولة وبسند حسن وهي تبين مدى مبالغة الوضاعين وكذبهم في ذكر أرقام خيالية لا يصدقها واقع ذلك العصر فقد اخرج خليفة بن خياط في تأريخه196 وغيره عن الصحابي الجليل عبد الرحمن بن أبزى وكان يقاتل تحت راية سيدنا أمير المؤمنين علي فهو اعرف بعدد الصحابة ولا حجة بعد كلامه إذ قال رضي الله عنه (شهدنا مع علي ثمانمائة ممن شهدوا بيعة الرضوان قتل منا ثلاثة وستون منهم عمار بن ياسر) .

الرد على الشبهة السابعة

شبهة قتل معاوية للحسن بن علي رضي الله عنهما بالسم.

ذكرت بعض الروايات أن الحسن بن علي توفي متأثراً بالسم وقد اتهم بعض الرواة زوجة الحسن جعدة بنت الأشعث بن قيس كما ورد عن أم موسى سرية علي انها كانت تتهم جعدة بأنها دست السم للحسن،، في رواية لا يصح إسنادها، ففي سندها يزيد بن عياض بن جعدية، كذبه مالك وغيره، وقد وردت هذه الروايات في كتب أهل السنة بدون تمحيص، قال ابن العربي: فإن قيل: دس على الحسن من تسمَّه، قلنا هذا محال من وجهين: أحدهما: أنه ما كان ليتقي من الحسن بأساً وقد سلَّم الأمر، ـ وقال الذهبي: قلت هذا شئ لا يصح. وقال ابن كثير: روي بعضهم أن يزيد بن معاوية بعث إلى جعدة بنت الأشعث أن سُمَّي الحسن وأنا أتزوجك بعده ففعلت، فلما مات الحسن بعثت إليه فقال: إنا والله لم نرضك للحسن، أفنرضاك لأنفسنا؟ وعندي أن هذا ليس بصحيح، وقال ابن خلدون: وما نقل من أن معاوية دس إليه السم مع زوجته جعدة بنت الأشعث، حاشا لمعاوية من ذلك.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام