أولا شعرة معاوية أم نصيحة رسول الله الذهبية لمعاوية في باب السياسة الشرعية وتربيةأفراد المجتمع؟
جاء في الخبر المرفوع يا معاوية: إنك إن تتبعت عورات الناس أفسدتهم أو كدت تفسدهم.
قال الحافظ العراقي في: تخريج أحاديث الإحياء - الصفحة أو الرقم: 2/ 250
إسناده صحيح وكان ابو الدرداء يرى ان معاوية قد انتفع بهذه النصيحة النبوية الشريفة كثيرا كما لفظ أبو نعيم في الحلية إنك إذا تتبعت عورات الناس أفسدتهم أو كدت أن تفسدهم. قال: فقال أبو الدرداء: كلمة سمعها معاوية من رسول الله صلى الله عليه وسلم نفعه الله بها (
وعن ابن عباس أنه قال ما رأيت رجلا أخلق بالملك من معاوية كان الناس يردون منه أرجاء واد رحب. (المصنف ح20985) و إسناده صحيح.
من أجل ما سبق من النصوص النبوية الشريفة ومن اجل قوله تعالى (وقل اعملوافسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) كان معاوية رضي الله عنه يؤكد عمليا على ديمومة التفاعل بين الحاكم والمحكوم كمفردة من مفردات الثقافة الإسلامية السائدة منذ عهد الراشدين فقد اخرج البغوي وغيره بالسند الموصول أن معاوية رضي الله عنه صعد المنبر يوم القمامة فقال عند خطبته إنما المال مالنا والفيء فيئنا فمن شئنا أعطيناه ومن شئنا منعناه فلم يجبه أحد فلما كان في الجمعة الثانية قال مثل ذلك فلم يجبه أحد فلما كان في الجمعة الثالثة قال مثل مقالته فقام إليه رجل ممن حضر المسجد فقال كلا إنما المال مالنا والفيء فيئنا فمن حال بيننا وبينه حاكمتاه إلى الله بأسيافنا فنزل معاوية فأرسل إلى الرجل فأدخله فقال القوم هلك الرجل ثم دخل الناس فوجدوا الرجل معه على السرير فقال معاوية للناس إن هذا أحياني أحياه الله سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول سيكون بعدي أمراء يقولون ولا يرد عليهم يتقاحمون في النار كما تتقاحم القردة وإني تكلمت أول جمعة فلم يرد علي أحد فخشيت أن أكون منهم ثم تكلمت في الجمعة الثانية فلم يرد علي أحد فقلت في نفسي إني من القوم ثم تكلمت في الجمعة الثالث فقام هذا الرجل فرد علي فأحياني أحياه الله قال الهيثمي في مجمع الزوائد- 5/ 239رجاله ثقات) وقال الذهبي هذا حديث حسن. كتاب تأريخ الاسلام عهد معاوية الصفحة 314).
وكان معاوية رضي الله عنه طوال حكمه متفاعلا مع الناس وهم متفاعلون معه سوى تسميته لابنه يزيد فقد شاورهم ولكن لم ينزل عند رأي عدد من كبار الصحابة وما عدا ذلك فكان رضي الله عنه في شورى واخذ ورد وتفاعل حقيقي بين الحاكم والمحكوم فعن ابي مريم الأزدي قال دخلت على معاوية فقال ما أنعمنا بك أبا فلان وهي كلمة تقولها العرب فقلت