فهرس الكتاب
الصفحة 26 من 26

ثالثا: كان سيدنا معاوية حريصا على الانجاز الحضاري الذي ورثه ممن سبقه

فقد وضع الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم اللبنة الأولى لنظام اقتصادي عادل شيد صرحه فيما بعد سيدنا عمر رضي الله عنه و كان يذكر في المجالس هدفه من التنظيمات الاقتصادية وهو أن يصل بالمجتمع إلى مرحلة يكون فيها لكل فرد ذكرا كان أم أنثى حصة معلومة من الثروة العامة كما في صحيح البخاري (لأن سلمني الله لأدعن أرامل العراق لا يحتجن لرجل بعدي أبدا) الفتح 7/ 74 ح 3700) ذلك الانجاز الاقتصادي المبارك بلغ القمة في التأثير والإثمار في عهد الخليفة الراشد الثالث كما صح عن عروة بن الزبير (قوله أدركت عهد عثمان وما من امرء إلا وله حق في بيت المال) . و على دربهم سار سيدنا أمير المؤمنين علي رضي الله عنه وكذا الحسن الهاشمي ثم جاء معاوية رضي الله عنه فاستمر في تطبيق مبدأ العدالة الاجتماعية وتوزيع الثروات توزيعا عادلا وذلك من خلال تثبيت وتوسيع نظام العطاء السنوي فقد أخرج البغوي في معجم الصحابة ح 2197: بإسناد حسن عن أبي قبيل: كان معاوية قد جعل في كل قبيلة رجلا وكان رجلا منا يكنى أبا الحسن يصبح كل يوم فيدور على المجالس هل ولد فيكم الليلة مولود؟ فإذا فرغ من القبيلة كلها أتى الديوان فأوقع أسمائهم في الديوان) يعني ليجري الرزق) البداية والنهاية8/ 137).

وأقول أخيرا (عن حملة الانتقاص الجديدة للنيل من الصحب الكرام) لن تتوقف حملة البغضاء هذه عند سيدنا معاوية بل ستتعداها إلى بقية الصحب الكرام حتى لا يبقى لنا صحب ولا آل إلا وقد طعن في عدالته وقد حصل ذلك بالفعل ولن أنسى مرة في شهر رمضان الفائت حين شاركت في مداخلة على الهواء مباشرة من خلال إحدى الفضائيات فقال بعضهم إن الصحابة ارتدوا بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبق منهم إلا ثلاثة على دين الإسلام وان الخلفاء الراشدين من سكنة نار جهنم والعياذ بالله فماذا بقي لنا من حملة الشريعة الغراء؟!! وما ذا بقي من خير القرون وممن قال سبحانه فيهم (لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة) صدق الله سبحانه وصدق رسوله الأمين إذ قال عليه الصلاة والسلام (حب الأنصار آية الإيمان وبغضهم آية النفاق) البخاري ومسلم واللفظ له ,ولأهمية هذه الأحاديث فقد

ذكرها الأئمة الحفاظ في كتاب الإيمان وبوب لها مسلم قائلا (باب: الدليل على أن حب الأنصار وعلي رضي الله عنه من الإيمان وعلاماته وبغضهم من علامات النفاق) .

لقد أيقنت أن سيدنا معاوية سد منيع للذب عن أصحاب رسول الله ومن قصده أراد أن يكسر هذا السد وهيهات هيهات فقد خاب وخسر فلقد أثرت تلك الحملات المغرضة بالسلب على أصحابها فكشفتهم على حقيقتهم التي طالما أنكروها وأثرت بالإيجاب على شباب الأمة الذي اخذ يرجع إلى أقوال العلماء وتحقيقاتهم وبدأ يدرس سيرة الصحب والآل الكرام ويتعرف على فضائلهم ورد الله كيد المبغضين الحاقدين إلى نحورهم فالحمد لله أولا وآخرا.

وكتبه محمد بن طاهر البرزنجي ...mbarzingy7@hotmail.com

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام