بن العاص جالس في ظل الكعبة. والناس مجتمعون عليه. فأتيتهم. فجلست إليه. فقال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر. فنزلنا منزلا. فمنا من يصلح خباءه. ومنا من ينتضل، ومنا من هو في جشره. إذ نادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم: الصلاة جامعة. فاجتمعنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال (إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم، وينذرهم شر ما يعلمه لهم. وإن أمتكم هذه جعل عافيتها في أولها. وسيصيب آخرها بلاء وأمور تنكرونها. وتجيء فتنة فيرقق بعضها بعضها. وتجيء الفتنة فيقول المؤمن: هذه مهلكتي. ثم تنكشف. وتجيء الفتنة فيقول المؤمن: هذه هذه. فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة، فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر. وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه. ومن بايع إماما، فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه، فليطعه إن استطاع. فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر) . فدنوت منه فقلت: أنشدك الله! آنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فأهوى إلى أذنيه وقلبه بيديه. وقال: سمعته أذناي ووعاه قلبي. فقلت له: هذا ابن عمك معاوية يأمرنا أن نأكل أموالنا بيننا بالباطل. ونقتل أنفسنا. والله يقول: {يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما} [4 / النساء / 29] . قال: فسكت ساعة ثم قال: أطعه في طاعة الله. واعصه في معصية الله. كتاب الامارة باب11 باب الأمر بالوفاء ببيعة الخلفاء الأول فالأول ح 1844
وعلى عادة الإمام مسلم فإنه يستقصي طرق الحديث وبمختلف الأسانيد حتى يبن للقارئ الزيادة المقبولة الصحيحة والزيادة المردودة التي جاءت من طريق ضعيف اعتمادا على القاعدة التي ذكرها في مقدمته رحمه الله واعتمادا على ما اتفق عليه علماء الحديث في شروط قبول الزيادة و الحديث صحيح سوى زيادة (يأمرنا أن نأكل أموالنا بيننا بالباطل. ونقتل أنفسنا) وإليك التفصيل فقد ذكر مسلم بعد هذه الرواية مباشرة من طريق وكيع الحافظ عن الأعمش بهذا الاسناد نحوه وطريقا آخر من طرق عبد الله بن أبي السفر عن عامر الشعبي عن عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة الصائدي قال رايت جماعة عند الكعبة فذكر نحو حديث الأعمش ولم يذكرمسلم نص الروايتين الثانية والثالثة وانما اكتفى بقوله نحوه ومما لا شك فيه ان لفظ نحوه يعنى وجود اختلاف في النص أكثر من قولهم مثله ومع ذلك لم يترك لنا أئمة الحديث مجالا كي نجول بخيالنا في النصوص التي لم يذكرها مسلم من هذين الطريقين فقد اخرج الامام أحمد نص الحديث من هذين الطريقين وليس فيهما على الاطلاق عبارة (يأمرنا أن نأكل اموالنا بالباطل ونقتل أنفسنا) وإنما العبارة كالآتي (فإن ابن عمك معاوية يأمرنا؟ فوضع جمعه على جبهته ثم نكس ثم رفع رأسه فقال أطعه في طاعة الله واعصه في معصية الله قلت له أنت سمعت هذا من رسول الله قال نعم سمعته أذناي ووعاه قلبي مسند أحمد 2؟ 191 ح 6793 وح 6794.
وكذلك رواه أبو داود في سننه كتاب الفتن والملاحم ح 4248 من طريق مسدد حدثنا حدثنا عيسى بن يونس (ثقة مأمون من رجال الصحيحين وقال الذهبي احد الأعلام في الحفظ.(تقريب 5340مع الكاشف) عيسى بن يونس عن الأعمش عن زيد بن وهب عن عبد