الصفحة 35 من 715

""""صفحة رقم 50""""

اما بعد فاذني أوصيك بتقوى الله والاقتصاد في امره واتباع سنة نبيه ( صلى الله عليه وسلم ) وترك ما احدث المحدثون فيما قد جرت سنته وكفوا مؤنته فعليك بلزوم السنه فان السنه انما سنها من قد عرف ما في خلافها من الخطأ والزلل والحمق والتعمق فارض لنفسك بما رضي به القوم لانفسهم فانهم على علم وقفوا وببصر نافذ قد كفوا وهم كانوا على كشف الامور اقوى وبفضل كانوا فيه احرى فلئن امر حدث بعدهم ما احدثه بعدهم الا من اتبع غير سننهم ورغب نفسه عنهم انهم لهم السابقون فقد تكلموا منه بما يكفي ووصفوا منه ما يشفي فما دونهم مقصر وما فوقهم محسر لقد قصر عنهم آخرون فقلوا وانهم بين ذلك لعلى هدى مستقيم

ثم ختم الكتاب بحكم مسئلته

فقوله فان السنه انما سنها من قد عرف ما في خلافها فهو مقصود الاستشهاد

والرابع ان المبتدع قد نزل نفسه منزلة المضاهي للشارع لان الشارع وضع الشرائع والزم الخلق الجري على سننها وصار هو المنفرد بذلك لانه حكم بين الخلق بيما كانوا فيه يختلفون والا فلو كان التشريع من مدركات الخلق لم تنزل الشرائع ولم يبق الخلاف بين الناس ولا احتيج إلى بعث الرسل عليهم السلام 0

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام