""""صفحة رقم 164""""
فاعلموا رحمكم الله أن الآيات الدالة على ذم البدعة وكثيرا من الأحاديث اشعرت بوصف لأهل البدعة وهو الفرقة الحاصلة حتى يكونوا بسببها شيعا متفرقة لا ينتظم شملهم بالإسلام وإن كانوا من أهله وحكم لهم بحكمه
ألا ترى أن قوله تعالى ) إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء ( وقوله تعالى ) ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا ( الآية وقوله ) وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله( إلى غير ذلك من الآيات الدالة على وصف التفرق
وفي الحديث ستفترق أمتى على ثلاث وسبعين فرقة والتفرق ناشىء عن الاختلاف في المذاهب والآراء إن جعلنا التفرق معناه بالأبدان - وهو الحقيقة - وإن جعلنا معنى التفرق في المذاهب فهو الاختلاف كقوله )ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا ( الآية
فلا بد من النظر في هذا الاختلاف ما سببه وله سببان أحدهما لا كسب للعباد فيه وهو الراجع إلى سابق القدر والآخر هو الكسبى وهو المقصود بالكلام