الصفحة 205 من 715

""""صفحة رقم 220""""

كل خارج عن السنة ممن يدعى الدخول فيها والكون من أهلها لا بد له من تكلف في الاستدلال بأدلتها على خصوصات مسائلهم وإلا كذب اطراحها دعواهم بل كل مبتدع من هذه الأمة إما أن يدعى أنه هو صاحب السنة دون من خالفه من الفرق فلا يمكنه الرجوع إلى التعلق بشبهها وإذا رجع إليها كان الواجب عليه أن يأخذ الاستدلال مأخذ أهله العارفين بكلام العرب وكليات الشريعة ومقاصدها كما كان السلف الأول يأخذونها إلا أن هؤلاء - كما يتبين بعد - لم يبلغوا مبلغ الناظرين فيها بإطلاق

إما لعدم الرسوخ في معرفة كلام العرب والعلم بمقاصدها

وإما لعدم الرسوخ في العلم بقواعد الأصول التي من جهتها تستنبط الأحكام الشرعية وإما لعدم الأمرين جميعا

فبالحرى أن تصير مآخذهم للأدلة مخالفة لمأخذ من تقدمهم من المحققين للأمرين

وإذا تقرر هذا فلا بد من التنبيه على تلك المآخذ لكي تحذر وتتقى فنقول قال الله سبحانه وتعالى ) فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله ( وذلك أن هذه الآية شملت قسمين هما اصل المشى على طريق الصواب أو على طريق الخطإ أحدهما الراسخون في العلم وهم الثابتو الاقدام في علم الشريعة

ولما كان ذلك متعذرا إلا على من حصل الأمرين المتقدمين لم يكن بد من المعرفة بهما معا على حسب ما تعطيه المنة الإنسانية وإذا ذاك يطلق عليه انه راسخ في العلم ومقتضى الآية مدحه فهو إذا أهل للهداية والاستنباط

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام