""""صفحة رقم 49""""
وثبت ان النبي ( صلى الله عليه وسلم ) لم يمت حتى اتى ببيان جميع ما يحتاج اليه في امر الدين والدنيا وهذا لا مخالف عليه من اهل السنة
فاذا كان كذلك فالمبتدع انما محصول قوله بلسان حاله أو مقاله ان الشريعة لم تتم وانه بقي منها اشياء يجب أو يستحب استدراكها لانه لو كان معتقدا لكمالها وتمامها من كل وجه لم يبتدع ولا استدرك عليها
وقائل هذا ضال على الصراط المستقيم
قال ابن الماجشون سمعت مالكا يقول من ابتدع في الاسلام بدعه يراها حسنه فقد زعم ان محمدا ( صلى الله عليه وسلم ) خان الرسالة لان الله يقول ) اليوم أكملت لكم دينكم ( فما لم يكن يومئذ دينا فلا يكون اليوم دينا
والثالث ان المبتدع معاند للشرع ومشاق له لان الشارع قد عين لمكالب العبد طرقا خاصة على وجوه خاصة وقصر الخلق عليها بالامر والنهي والوعد والوعيد وأخبر ان الخير فيها وان الشر في تعديها إلى غير ذلك لان الله يعلم ونحن لا نعلم وانه انما ارسل الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) رحمة للعالمين فالمبتدع راد لهذا كله فانه يزعم ان ثم طرقا أخر ليس ما حصره الشارع بمحصور ولا ما عينه بمتعين كأن الشارع يعلم ونحن ايضا نعلم بل ربما يفهم من استدراكه الطرق على الشارع انه علم ما لم يعلمه الشارع
وهذا ان كان مقصودا للمبتدع فهو كفر بالشريعة والشارع وان كان غير مقصود فهو ضلال مبين
والى هذا المعنى اشار عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه اذ كتب له عدي ابن أرطاه يستشيره في بعض القدريه فكتب اليه