""""صفحة رقم 48""""
فالمبتدع ليس على ثقة من بدعته ان ينال بسبب العمل بها ما رام تحصيله من جهتها فصارت كالعبث
هذا ان قلنا ان الشرائع جاءت لمصالح العباد
واما على القول الاخر فأحرى ان لا يكون صاحب البدعة على ثقة منها لانها اذ ذاك مجر تعبد والزام من جهة الآمر للمأمور والعقل بمعزل عن هذه الخطة حسبما تبين في علم الاصول وناهيك من نحلة ينتحلها صاحبها في ارفع مطالبه لائقه بها ويلقة من يده ما هو على ثقة منه
والثاني ان الشريعة جاءت كامله لا تحتمل الزياده ولا النقصان لان الله تعالى قال فيها ) اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا (
وفي حديث العرباض بن سارية وعظنا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) موعظة ذرفت منها الاعين ووجلت منها القلوب فقلنا يا رسول الله ان هذه موعظة مودع فما تعهد الينا قال تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها ولا يزيغ عنها بعدي الا هالك ومن يعيش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي الحديث رواه أبو داود والترمذي وقال حسن صحيح