الصفحة 210 من 715

""""صفحة رقم 225""""

جاهل ومخطىء في نقل العلم فلم ينقل الأخذ بشىء منها عمن يعتد به في طريقه العلم ولا طريقة السلوك

وإنما أخذ بعض العلماء بالحديث الحسن لإلحاقه عند المحدثين بالصحيح لأن سنده ليس فيه من يعاب بجرحة متفق عليها وكذلك أخذ من أخذ منهم بالمرسل ليس إلا من حيث ألحق بالصحيح في أن المتروك ذكره كالمذكور والمعدل فأما ما دون ذلك فلا يؤخذ به بحال عند علماء الحديث

ولو كان من شأن اهل الإسلام إذا يبين عنه الأخذ من الأحاديث بكل ما جاء عن كل من جاء لم يكن لانتصابهم للتعديل والتجريح معنى مع أنهم قد أجمعوا على ذلك ولا كان لطلب الإسناد معنى يتحصل فلذلك جعلوا الإسناد من الدين ولا يعنون حدثنى فلان عن فلان مجردا بل يريدون ذلك لما تضمنه من معرفة الرجال الذين يحدث عنهم حتى لا يسند عن مجهول ولا مجروح ولا متهم إلا عمن تحصل الثقة بروايته لأن روح المسألة أن يغلب على الظن من غير ريبة أن ذلك الحديث قد قاله النبى ( صلى الله عليه وسلم ) لنعتمد عليه في الشريعة ونسند إليه الأحكام

والأحاديث الضعيفة الإسناد لا يغلب على الظن أن النبى ( صلى الله عليه وسلم ) قالها فلا يمكن أن يسند إليها حكم فما ظنك بالأحاديث المعروفة الكذب نعم الحامل على اعتمادها في الغالب إنما هو ما تقدم من الهوى المتبع وهذا كله على فرض أن لا يعارض الحديث أصل من اصول الشريعة وأما إذا كان له معارض فأحرى أن لا يؤخذ به هدم لأصل من اصول الشريعة والإجماع على منعه إذا كان صحيحا في الظاهر وذلك دليل على الوهم من بعض الرواة

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام