الصفحة 209 من 715

""""صفحة رقم 224""""

هذا سبيل الله مستقيما ثم خط خطوطا عن يمين ذلك الخط وعن شماله ثم قال هذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعوا إليه ثم تلا هذه الآية

ففى الحديث أنها خطوط متعددة غير محصورة بعدد فلم يكن لنا سبيل إلى حصر عددها من جهة النقل ولا لنا ايضا سبيل إلى حصرها من جهة العقل أو الاستقراء

أما العقل فإنه لا يقضى بعدد دون آخر لأنه غير راجع إلى أمر محصور الا ترى أن الزيغ راجع إلى الجهالات ووجوه الجهل لا تنحصر فصار طلب حصرها عناء من غير فائدة

وأما الاستقراء فغير نافع أيضا في هذا المطلب لأنا لما نظرنا في طرق البدع من حين نبتت وجدناها تزداد على الأيام ولا يأتى زمان إلا وغريبة من غرائب الاستنباط تحدث إلى زماننا هذا

وإذا كان كذلك فيمكن أن يحدث بعد زماننا استدلالات أخر لا عهد لنا بها فيما تقدم

لا سيما عند كثرة الجهل وقلة العلم وبعد الناظرين فيه عن درجة الاجتهاد فلا يمكن إذا حصرها من هذا الوجه ولا يقال إنها ترجع إلى مخالفة طريق الحق

فإن أوجه المخالفة لا تنحصر أيضا

فثبت أن تتبع هذا الوجه عناء

لكنا نذكر من ذلك أوجها كلية يقاس عليها ما سواها

فمنها اعتمادهم على الأحاديث الواهية الضعيفة والمكذوب فيها على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) والتي لا يقبلها أهل صناعة الحديث في البناء عليها كحديث الاكتحال يوم عاشوراء وإكرام الديك الأبيض واكل الباذنجان بنية وأن النبى ( صلى الله عليه وسلم ) تواجد واهتز عند السماع حتى سقط الرداء عن منكبيه وما أشبه ذلك

فإن أمثال هذه الأحاديث - على ما هو معلوم -

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام