الصفحة 114 من 715

""""صفحة رقم 129""""

قال عبد الحق الاشبيلي

إن سوء الخاتمة لا يكون لمن استقام ظاهره وصلح باطنه ما سمع بهذا قط ولا علم به والحمد لله وانما يكون لمن كان له فساد في العقل أو اصرار على الكبائر واقدام على العظائم أو لمن كان مستقيما ثم تغيرت حاله وخرج عن سننه واخذ في طريق غير طريقه فيكون عمله ذلك سببا لسوء خاتمته وسوء عاقبته والعياذ بالله

قال الله تعالى ) إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم(

وقد سمعت بقصه بلعام بن باعوراء حيث آتاه الله آياته فانسلخ منها فأتبعه الشيطان إلى آخر الايات

فهذا ظاهر اذا اغتر بالبدعة من حيث هي معصية فاذا نظرنا إلى كونها بدعة فذلك اعظم لأن المبتدع مع كونه مصرا على ما نهى عند يزيد على المصر بأنه معارض للشريعة بعقله غير مسلم لها في تحصيل امره معتقدا في المعصية انها طاعة حيث حسن ما قبحه الشارع وفي الطاعة انها لا تكون طاعة الا بضميمه نظره فهو قد قبح ما حسنه الشارع ومن كان هكذا فحقيق بالقرب من سوء الخاتمة الا ما شاء الله

وقد قال تعالى في جملة من ذم )أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون( والمكر جلب السوء من حيث لا يفطن له وسوء الخاتمة من مكر الله اذ يأتي الانسان من حيث لا يشعر به

اللهم انا نسألك العفو والعافية

واما اسوداد وجهه في الآخرة فقد تقدم في ذلك معنى قوله )يوم تبيض وجوه وتسود وجوه ( وفيها ايضا الوعيد بالعذاب لقوله ) فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون ( وقوله قبل ذلك ) وأولئك لهم عذاب عظيم (

حكى عياض عن مالك من رواية ابن نافع عنه قال لو ان العبد ارتكب

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام