الصفحة 113 من 715

""""صفحة رقم 128""""

ويجري هذا المجرى كل من اتخذ السنة والعمل بها حيلة وذريعة إلى نيل حطام الدنيا لا على التعبد بها لله تعالى لانه تبديل لها واخراج لها عن وضعها الشرعي

واما الخوف عليه من ان يكون كافرا

فلأن العلماء من السلف الاول وغيرهم اختلفوا في تكفير كثير من فرقهم مثل الخوارج والقدرية وغيرهم ودل على ذلك ظاهر قوله تعالى ) إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء ( وقوله ) يوم تبيض وجوه وتسود وجوه ( وقد حكم العلماء بكفر جملة منهم كالباطنية وسواهم لان مذهبهم راجع إلى مذهب الحلولية القائلين بما يشبه قول النصارى في اللاهوت والناسوت والعلماء اذا اختلفوا في امر هل هو كفر أم لا فكل عاقل يربأ بنفسه ان ينسب إلى خطة خسف كهذه بحيث يقال له ان العلماء اختلفوا هل انت كافر أم ضال غير كافر أو يقال ان جماعة من اهل العلم قالوا بكفرك وانت حلال الدم

واما انه يخاف على صاحبها سوء الخاتمة والعياذ بالله

فلأن صاحبها مرتكب اثما وعاص لله تعالى حتما ولا نقول الان هو عاص بالكبائر أو بالصغائر بل نقول هو مصر على ما نهى الله عنه والاصرار يعظم الصغيرة ان كانت صغيرة حتى تصير كبيرة وان كانت كبيرة فأعظم

ومن مات مصرا على المعصية فيخاف عليه فربما اذا كشف الغطاء وعاين علامات الاخره استفزه الشيطان وغلبه على قلبه حتى يموت على التغيير والتبديل وخصوصا حين كان مطيعا له فيما تقدم من زمانه مع حب الدنيا المستولي عليه

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام