وَقَوْلُهُ: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ} [محمد:28] ، وَقَوْلُهُ: {فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ} [الزخرف:55] ، وَقَوْلُهُ: {وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ} [التوبة:46] .
الشرح
الآية الثانية: قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ} [محمد:28] ، فنثبت من هذه الآية صفتين: صفة السخط، وصفة الرضى.
قوله: {فَلَمَّا آسَفُونَا} : أي أغضبونا؛ فدلت على إثبات صفة الغضب، وكذلك صفة الانتقام؛ لقوله: {انْتَقَمْنَا} .
قوله: {وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ} فيه إثبات صفة الكره لله - سبحانه وتعالى -، ولكنه على ما يليق بجلاله وعظمته، وقال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ كَرِهَ لَكُمْ ثَلَاثًا: قِيلَ وَقَالَ، وَإِضَاعَةَ المالِ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ» (1) .
وهل هي كراهة للعمل أو للعامل؟
كراهة لهما كليهما، فقد قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الله إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا دَعَا جِبْرِيلَ فَقَالَ: إِنِّي أُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبَّهُ» ، وفيه: «وَإِذَا أَبْغَضَ عَبْدًا دَعَا جِبْرِيلَ فَيَقُولُ: إِنِّي أُبْغِضُ فُلَانًا، فَأَبْغِضْهُ» (2) .
وَقَوْلُهُ: {كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ} [الصف:3] ، وَقَوْلُهُ:
(1) أخرجه البخاري (2/ 124) رقم (1477) ، ومسلم (3/ 1341) رقم (593) .
(2) أخرجه مسلم (4/ 2030) رقم (2637) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -.