لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ [الزخرف: (77) ] ، وجاء بالجمع كما في قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِنَ الْعَذَابِ} [غافر:49] .

والجنة هل لها خازن؟

الجواب: نعم، والدليل ما في «صحيح مسلم» من حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «آتِي بَابَ الجنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَأَسْتَفْتِحُ، فَيَقُولُ الخازِنُ: مَنْ أَنْتَ؟ فَأَقُولُ: مُحَمَّدٌ، فَيَقُولُ: بِكَ أُمِرْتُ لَا أَفْتَحُ لِأَحَدٍ قَبْلَكَ» (1) .

الجواب: الملائكة لها أجسادٌ، وليسوا أرواحًا مجردة عن الجسمية، وهذا أمرٌ معلومٌ من الدين بالضرورة؛ ففي كتاب الله تعالى: {جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ} [فاطر: (1) ] .

وأما السُّنة فالأحاديث كثيرة؛ منها: ما جاء في «الصحيحين» من حديث ابن مسعود رضي الله عنه: «أنه - صلى الله عليه وسلم - رَأَى جِبْرِيلَ لَهُ سِتُّمِائَةِ جَنَاحٍ» (2) ، وفي «الصحيحين» أنه صلى الله عليه وسلم قال: «رَأَيْتُهُ مُنْهَبِطًا مِنَ السَّمَاءِ سَادًّا عِظَمُ خَلْقِهِ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ» (3) .

(1) صحيح مسلم (1/ 188) رقم (197) .

(2) صحيح البخاري (6/ 141) رقم (4857) ، وصحيح مسلم (1/ 158) رقم (174) .

(3) صحيح البخاري (4/ 115) رقم (3235) ، وصحيح مسلم (1/ 159) رقم (177) .