فهرس الكتاب
الصفحة 869 من 1122

وعين الرضا عن كل عيب كليلة ... كما أن عين السخط تبدي المساويا

لكن رضا الله مقرون بالحكمة، كما أن غضب الخالق ليس كغضب المخلوق; فلا تنتفي الحكمة مع غضب الخالق، بخلاف غضب المخلوق; فقد يخرجه عن الحكمة، فيتصرف بما لا يليق؛ لشدة غضبه.

ومن فسّر الرضا بالثواب أو إرادته; فتفسيره مردود عليه، فإنه إذا قيل: إن معنى"رضي"، أي: أراد أن يثيب، فمقتضاه أنه لا يرضى، ولو قالوا: لا يرضى لكفروا; لأنهم نفوها نفي جحود، لكن أَوّلُوها تأويلا يستلزم جواز نفي الرضا; لأن المجاز معناه نفي الحقيقة، وهذا أمر خطير جدا؛ ولهذا بيّن شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم: أنه لا مجاز في القرآن ولا في اللغة، خلافا لمن قال: كل شيء في اللغة مجاز.

17-أن الصحبة تطلق على المشاكلة في شيء من الأشياء، ولا يلزم منها المقارنة; لقوله:"وسخط على صاحبيك"; فالصاحب هنا: من يشبه حاله في أن الله أنعم عليه بعد البؤس.

18-اختبار الله عز وجل بما أنعم عليهم به.

19 أن التذكير قد يكون بالأقوال أو الأفعال أو الهيئات.

20-أنه يجوز للإنسان أن ينسب لنفسه شيئا لم يكن من أجل الاختبار; لقول الملك: إنه فقير وابن سبيل.

21-أن هذه القصة كانت معروفة مشهورة; لقوله:"فقد رضي الله عنك، وسخط على صاحبيك".

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام