فهرس الكتاب
الصفحة 835 من 1122

قال: فمن أكبرهم؟. قلت: شريح. قال: فأنت أبو شريح"رواه أبو داود وغيره1."

فيه مسائل:

الأولى: احترام أسماء الله وصفاته، ولو لم يقصد معناه.

قوله:"فأنت أبو شريح": غيّره النبي صلى الله عليه وسلم لأمرين:

الأول: أن الحكم هو الله، فإذا قيل: يا أبا الحكم! كأنه قيل: يا أبا الله!

الثاني: أن هذا الاسم، الذي جعل كنية لهذا الرجل، لوحظ فيه معنى الصفة وهي الحكم؛ فصار بذلك مطابقا لاسم الله، وليس لمجرد العلمية المحضة، بل للعلمية المتضمنة للمعنى، وبهذا يكون مشاركا لله - سبحانه وتعالى - في ذلك، ولهذا كناه النبي صلى الله عليه وسلم بما ينبغي أن يكنى به.

فيه مسائل:

الأولى: احترام أسماء الله وصفاته ولو لم يقصد معناه.

قوله:"ولو لم يقصد معناه": هذا في النفس منه شيء; لأنه إذا لم يقصد معناه; فهو جائز، إلا إذا سمي بما لا يصح إلا لله، مثل: الله،

1 أخرجه: البخاري في"التاريخ الكبير" (8/ 227) وفي"الأدب المفرد" (811) , وأبو داود في (الأدب, باب في تغيير الاسم القبيح) , (5/240) , والنسائي في (القضاء, باب إذا حكموا رجلا فقضى بينهم) , (8/226) , والدولابي في"الكنى" (1/74) , والبيهقي (10/145) ; عن يزيد بن مقدام بن شريح, عن أبيه شريح, عن أبيه هانئ أبي شريح الخزاعي. وأخرجه: ابن سعد (6/ 49) , والحاكم (4/ 279) , من طريق قيس بن الربيع. وفي توثيقه خلاف, والحديث صححه الألباني في"الإرواء" (8/ 237) , وفي"تعليقه على المشكاة" (4766) ; وقال:"إسناده جيد".

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام