فهرس الكتاب
الصفحة 801 من 1122

فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم إذا أرادوا أن يحلفوا أن يقولوا: ورب الكعبة، وأن يقولوا: ما شاء الله ثم شئت"رواه النسائي وصححه1."

النبي صلى الله عليه وسلم ما قال اليهودي، بل أمر بتصحيح هذا الكلام; فأمرهم إذا حلفوا أن يقولوا: ورب الكعبة; فيكون القسم بالله.

وأمرهم أن يقولوا: ما شاء الله، ثم شئت; فيكون الترتيب بثم بين مشيئة الله ومشيئة المخلوق، وبذلك يكون الترتيب صحيحا، أما الأول; فلأن الحلف صار بالله، وأما الثاني; فلأنه جُعِل بلفظ يتبين به تأخر مشيئة العبد عن مشيئة الله، وأنه لا مساواة بينهما.

ويستفاد من الحديث:

1-أن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينكر على اليهودي مع أن ظاهر قصده الذم واللوم للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه; لأن ما قاله حق.

2-مشروعية الرجوع إلى الحق وإن كان من نبه عليه ليس من أهل الحق.

3-أنه ينبغي عند تغيير الشيء أن يغير إلى شيء قريب منه; لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمرهم أن يقولوا:"ورب الكعبة"، ولم يقل: احلفوا بالله، وأمرهم أن يقولوا:"ما شاء الله، ثم شئت".

إشكال وجوابه:

وهو أن يقال: كيف لم ينبه على هذا العمل إلا هذا اليهودي؟

وجوابه: أنه يمكن أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يسمعه ولم يعلم به.

1أخرجه: الإمام أحمد (6/371, 372) , والنسائي في (الأيمان, باب الحلف بالكعبة) , (7/6) , والطحاوي في"المشكل" (1/91, 357) , والحاكم (4/297) -وصححه ووافقه، الذهبي-, والبيهقي (3/216) , والمزي في"تهذيب الكمال" (3/ 1694) . وصححه الحافظ في"الإصابة" (4/389) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام