الحديث1 وقد تقدم:"وهذا كثير في الكتاب والسنة، يذم سبحانه من يضيف إنعامه إلى غيره ويشرك به".
قال بعض السلف: هو كقولهم: كانت الريح طيبة، والملاح حاذقا ... ونحو ذلك مما هو جار على ألسنة كثيرة"."
قوله:"وهذا كثير في الكتاب والسنة يذم سبحانه من يضيف إنعامه إلى غيره ...": وذلك مثل الاستسقاء بالأنواء، وإنما كان هذا مذموما; لأنه لو أتى إليك عبد فلان بهدية من سيده فشكرت العبد دون السيد; كان هذا سوء أدب مع السيد وكفرانا لنعمته، وأقبح من هذا لو أضفت النعمة إلى السبب دون الخالق; لما يأتي:
1-أن الخالق لهذه الأسباب هو الله; فكان الواجب أن يشكر وتضاف النعمة إليه.
2-أن السبب قد لا يؤثر; كما ثبت في"صحيح مسلم"أنه صلى الله عليه وسلم قال:"ليس السنة أن لا تمطروا، بل السنة أن تمطروا ثم لا تنبت الأرض"2.
3-أن السبب قد يكون له مانع يمنع من تأثيره، وبهذا عرف بطلان إضافة الشيء إلى سببه دون الالتفات إلى المسبِّب جل وعلا.
قوله:"كانت الريح طيبة": هذا في السفن الشراعية التي تجري بالريح، قال تعالى: {حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا} ، [يونس: من الآية22] ، فكانوا إذا طاب سير السفينة قالوا: كانت الريح طيبة،
(ص30) .
2أخرجه مسلم في (الفتن, باب في سكنى المدينة/4/2228) من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.