فهرس الكتاب
الصفحة 740 من 1122

حيث يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت لا إلى الله ورسوله.

قوله:"إلى الطاغوت": صيغة مبالغة من الطغيان; ففيه اعتداء وبغي، والمراد به هنا كل حكم خالف حكم الله ورسوله، وكل حاكم يحكم بغير ما أنزل الله على رسوله، أما الطاغوت بالمعنى الأعم; فقد حده ابن القيم بأنه:"كل ما تجاوز العبد به حده من معبود أو متبوع أو مطاع"، وقد تقدم الكلام عليه في أول كتاب التوحيد1.

قوله: {وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ} ، أي: أمرهم الله بالكفر بالطاغوت أمرا ليس فيه لبس ولا خفاء، فمن أراد التحاكم إليه; فهذه الإرادة على بصيرة; إذ الأمر قد بين لهم.

قوله:"ويريد الشيطان": جنس يشمل شياطين الإنس والجن.

قوله: {أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً} ، أي: يوقعهم في الضلال البعيد عن الحق، ولكن لا يلزم من ذلك أن ينقلهم إلى الباطل مرة واحدة، ولكن بالتدريج.

فقوله:"بعيدا"أي: ليس قريبا، لكن بالتدريج شيئا فشيئا؛ حتى يوقعهم في الضلال البعيد.

قوله: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ} ، أي: قال لهم الناس: أقبلوا"إلى ما أنزل الله"من القرآن"وإلى الرسول"نفسه في حياته، وسنته بعد وفاته، والمراد هنا الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه في حياته.

قوله: {رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً} ، الرؤية هنا رؤية

1سبق في المجلد الأول. ص

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام