اليمين وذات الشمال حتى لا يترسب الدم في أحد الجانبين، ولما خرجوا بعثوا بأحدهم إلى المدينة ليشتري لهم طعاما، وآخر الأمر أن أهل المدينة اطلعوا على أمرهم، وقالوا: لا بد أن نبني على قبورهم مسجدا.
وقوله: {قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ} المراد بهم: الحكام في ذلك الوقت قالوا مقسمين مؤكدين: {لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِداً} وبناء المساجد على القبور من وسائل الشرك كما سبق.
فوائد الآيات السابقة:
من فوائد الآية الأولى ما يلي:
1-أن من العجب أن يعطى الإنسان نصيبا من الكتاب ثم يؤمن بالجبت والطاغوت.
2-أن العلم قد لا يعصم صاحبه من المعصية; لأن الذين أوتوا الكتاب آمنوا بالكفر، والذي يؤمن بالكفر يؤمن بما دونه من المعاصي.
3-وجوب إنكار الجبت والطاغوت; لأن الله تعالى ساق الإيمان بهما مساق العجب والذم; فلا يجوز إقرار الجبت والطاغوت.
4-ما ساقها المؤلف من أجله أن من هذه الأمة من يؤمن بالجبت والطاغوت لقوله صلى الله عليه وسلم"لتركبن سنن من كان قبلكم"1 فإذا وجد في بني إسرائيل من يؤمن بالجبت والطاغوت; فإنه سيوجد في هذه الأمة أيضا من يؤمن بالجبت والطاغوت.
ومن فوائد الآية الثانية ما يلي:
1-تقرير الخصم والاحتجاج عليه بما لا يستطيع إنكاره، بمعنى
1 الترمذي: الفتن (2180) , وأحمد (5/218) .