فهرس الكتاب
الصفحة 435 من 1122

الرسول صلى الله عليه وسلم وهذا التفات من الخطاب إلى الغيبة; لأن التولي مع هذا البيان مكروه، ولهذا لم يخاطبوا به; فلم يقل: فإن توليتم. والبلاغيون يسمونه التفاتا، ولو قيل: إنه انتقال; لكان أحسن!

قوله: {فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ} الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم أي: قل ذلك معتمدا على الله، متوكلا عليه، معتصما به: حسبي الله، وارتباط الجواب بالشرط واضح، أي: فإن أعرضوا; فلا يهمنك إعراضهم، بل قل بلسانك وقلبك: حسبي الله، و""خبر مقدم، ولفظ الجلالة مبتدأ مؤخر ويجوز العكس بأن نجعل:"مبتدأ ولفظ الجلالة خبراً، لكن لما كانت حسب نكرة لا تتعرف بالإضافة; كان الأولى أن نجعلها هي الخبر."

قوله: {لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ} 1 أي: لا معبود حق حقيق بالعبادة سوى الله عزوجل

قوله:"عليه توكلت": عليه: جار ومجرور متعلق بتوكلت، وقدم للحصر. والتوكل: هو الاعتماد على الله في جلب المنافع ودفع المضار مع الثقة به وفعل الأسباب النافعة.

وقوله:"عليه توكلت"مع قوله: {لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ} 2 فيها جمع بين توحيدي الربوبية والعبودية، والله تعالى يجمع بين هذين الأمرين كثيرا كقوله تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} 3 [الفاتحة: 5] ، وقوله: {فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ} 4.

قوله: {وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} 5 الضمير يعود على الله - سبحانه -.

و"رب العرش"; أي: خالقه، وإضافة الربوبية إلى العرش وإن كانت ربوبية الله عامة، تشريف للعرش وتعظيم له. ومناسبة التوكل لقوله:

1 سورة البقرة آية: 163.

2 سورة البقرة آية: 163.

3 سورة الفاتحة آية: 5.

4 سورة هود آية: 123.

5 سورة التوبة آية: 129.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام