فهرس الكتاب
الصفحة 245 من 1122

وعن خولة بنت حكيم قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"من نزل منزلا، فقال: أعوذ بكلمات الله"

لكن علينا أن نصدق بوجودهم، وأنهم مكلفون، وبأن منهم الصالحين ومنهم دون ذلك، وبأن منهم المسلمين والقاسطين، وبأن منهم رجالا ونساء. وجه الاستشهاد بالآية: ذم المستعيذين بغير الله، والمستعيذ بالشيء لا شك أنه قد علق رجاءه به، واعتمد عليه، وهذا نوع من الشرك.

وقوله:"من نزل منزلا"يشمل من نزله على سبيل الإقامة الدائمة، أو الطارئة، بدليل أنه نكرة في سياق الشرط، والنكرة في سياق الشرط تفيد العموم. وقوله:"أعوذ"بمعنى: ألتجئ وأعتصم. قوله:"كلمات": من جموع القلة، لأنه جمع مؤنث سالم، وجموع القلة من ثلاثة إلى عشرة، والكثرة ما فوق ذلك.

وقيل: جموع الكثرة من ثلاثة إلى ما لا نهاية له، فيكون جمع القلة والكثرة يتفقان في الابتداء، ويختلفان في الانتهاء. قال ابن مالك:

أفعلة أفعل ثم فعله ... ثمت أفعال جموع قلة

وبعض ذي بكثرة وضعا يفي ... كأرجل والعكس جاء كالصفي

والراجح: أن جموع القلة تدل على الكثرة بالدليل.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام