وَإنَّمَا صِغَارُهَا أَمَانَهْ … نَبْغِي لَهَا الصِّدْقَ وَنَحْنُ مَانَهْ
وَفِيهِمُ الْحَصَاةُ وَالْجُمَانَهْ … وَرُشْدُهُمْ في عُنْقِنَا ضَمَانَهْ
وَإنَّمَا بَقَاءُ هَذِي الْأُمَّهْ … مَا بَقِيَتْ بِفَضْلِكُمْ مُؤْتَمَّهْ
وَإِنَّمَا بَقَاؤُكُمْ بِالْخُلُقِ … يَنْشَقُّ فِي ظَلْمَائِهَا كَالْفَلَقِ
فَرَاقِبُوا الرَّحْمَنَ وَالْعِيَالَا … وَنِعْمَةً نَخْشَى لَهَا الزِّيَالَا
وَرَاغِمُوا إِبْلِيسَ بِالتَّسَامُحِ … وَالْعَفْوِ وَالْإِحْسَانِ والتَّصَافُحِ
وَكُلُّ شَرٍّ جَرَّهُ الْعِتَابُ … بَيْنَكُمُ فَسِتْرُهُ الْمَتَابُ
وَرَاجِعُوا نُفُوسَكُمْ حَتَّى تَفِي … لِنُقْطَةِ الْحَقِّ وَبِالْعَهْدِ تَفِي
الْمُدِيرُ: فَلْنَسْتَعنْ بِرَبِّنَا الْمَنَّانِ … وَلْنَتَّبِعْ نَصِيحَةَ الْجَنَّانِ
فَإِنَّهَا نَصِيحَةٌ مُفيدَهْ … تَجْتَثُّ تِلْكَ النفْرَةَ الْمُبِيدَهْ
الْجَلَّالِي: وَإنَّها كَالتِّبْرِ فِي التُّرَابِ … وَإنَّهَا كَالْكَنْزِ فِي الخَرَابِ
وَإنَّها دِلَالَةُ الْغُرَابِ … وَإنَّهَا رَقْرَقَةُ السَّرَابِ
الْمُدِيرُ: بَلْ إِنَّهَا كَبَارِدِ الشَّرَابِ … لِلْكَبِدِ الْحَرَّى مِنَ الْحِرَابِ
أَوْ هِيَ سَيْفٌ سُلَّ مِنْ قِرَابِ … لَمْ يَنْثَلِمْ مِنْ كَثْرَةِ الضِّرَابِ
أَوِ الْغَوَانِي الخُرَّدِ الْعِرَابِ … جُلِيْنَ لْلْعُرْسِ عَلَى الزَّرَابِي
الْجَلَّالِي: لَسْتُ أُرِيدُ الحَطَّ مِنْ قَدْرِ الزَّمِيلْ … وَكُلُّ شَيْءٍ مِنْهُ مَحْبُوبٌ جَمِيلْ
بَلْ تِلْكَ مِنْهُ عَادَةٌ وَمِنِّي … أُغْضِبُهُ عَمْدًا وُيُغْضِي عَنِّي
وَوَعْظُهُ كَانَ لَهُ الْوَقْعُ الْحَسَنْ … قَدْ قَادَ نَفْسِي لِلرَّشَادِ بِرَسَنْ
الْمُدِيرُ: أَنَا سَحَبْتُ كَلْمَتِي وَأَنْتَا؟ ...
الْجَلَّالِي: ... أَنَا سَمَحْتُ وَالرَّئِيسُ أَنْتَا
لَكِنَّنِي لَا أَتْرُكُ الْمُعَارَضَهْ … وَلَا أُجِيزُ فِي الثَّنَا المُقَارَضَهْ
الرَّئِيسُ: بُورِكْتُمَا فَانْصَرِفَا وَسَجِّلَا … رِئَاسَتِي وَأَسْرِعَا وَعَجِّلَا
وَالْحَمْدُ للهِ خِتَامُ الْجَلْسَهْ … فَقَدْ مَضَتْ مَعَ طُولِهَا كَالْخُلْسَهْ
أَرْفَعْهَا الْيَوْمَ لِأَجْلِ الصُّلْحِ … وَفي غَدٍ أَنْصِبُهَا بِالْفَتْحِ
فِي الْوَقْتِ وَالْمَكَانِ وَالتَّارِيخِ … كَأنَّنَا فِي عَالَمِ الْمَرِّيخِ