1 -لأنه اسم جامد لا يتضمن معنى يُلحقه بالأسماء الحسنى.
2 -ولأنه اسم للوقت والزمن، قال الله - تعالى - عن منكري البعث:"وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ" [الجاثية: 24] يريدون مرور الليالي والأيام.
فأما قوله - صلى الله عليه وسلم:"قال الله - عز وجل: يؤذيني ابن آدم يسب الدهر، وأنا الدهر، بيدي الأمر أقلب الليل والنهار" [1] ، فلا يدل على أن الدهر من أسماء الله - تعالى -؛ وذلك أن الذين يسبون الدهر إنما يريدون الزمان الذي هو محل الحوادث، لا يريدون الله - تعالى -، فيكون معنى قوله:"وأنا الدهر"ما فسره بقوله:"بيدي الأمر أقلب الليل والنهار"، فهو - سبحانه - خالق الدهر وما فيه، وقد بين أنه يقلب الليل والنهار، وهما الدهر، ولا يمكن أن يكون المقلِّب (بكسر اللام) هو المقلَّب (بفتحها) ، وبهذا تبين أنه يمتنع أن يكون الدهر في هذا الحديث مرادًا به الله - تعالى -.
التعليق
تقدمت الإشارة إلى أَنَّ أسماء الله متضمنة لصفات [2] , والأدلة على ذلك كثيرة - كما قال الشيخ - ,
1 -تقدم منها قوله: (حسنى) فإن وصْفها بأنها حسنى يدل على
(1) أخرجه البخاري (4826) وفي مواضع أخر، ومسلم (2246) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -.
(2) في صفحة (...) .