القاعدة الرابعة:
ولهذا كانت الصفات الثبوتية التي أخبر الله بها عن نفسه أكثر بكثير من الصفات السلبية [2] ، كما هو معلوم.
أما الصفات السلبية فلم تذكر غالبًا إلا في الأحوال التالية:
الأولى: بيان عموم كماله؛ كما في قوله تعالى:"لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ" [الشورى: 11] ،"وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ" [الإخلاص] .
الثانية: نفي ما ادعاه في حقه الكاذبون؛ كما في قوله:"أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَداً* وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً" [مريم: 91، 92] .
الثالثة: دفع توهم نقص من كماله فيما يتعلق بهذا الأمر المعين؛ كما في قوله:"وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ" [الأنبياء: 16] . وقوله:"وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ" [ق: 38] .
(1) مجموع الفتاوى (6/ 71) واسم هذه الرسالة: الرسالة الأكملية.
(2) مجموع الفتاوى (6/ 66 - 68، 515) ، الرسالة الصفدية (ص 143) ، شرح الرسالة التدمرية (67، 80) ، توضيح مقاصد العقيدة الواسطية (42، 120) .