إلى نفي ما أثبته الله لنفسه في كتابه أو على لسان رسوله - صلى الله عليه وسلم -.
وأما المُفَصَّل: فعلى كل نص اُدُّعِيَ أن السلف صرفوه عن ظاهره.
ولنمثل بالأمثلة التالية:
فنبدأ بما حكاه أبو حامد الغزالي عن بعض الحنبلية أنه قال: إن أحمد لم يتأول إلا في ثلاثة أشياء:"الحجر الأسود يمين الله في الأرض" [1] ، و"قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن" [2] ، و"إني أجد نَفَسَ الرحمن من قبل اليمن" [3] . نقله عنه شيخ الإسلام ابن تيمية (ص 398 / جـ 5 من مجموع الفتاوى) ؛ وقال: هذه الحكاية كذب على أحمد.
المثال الأول:"الحجر الأسود يمين الله في الأرض" [4] .
والجواب عنه: أنه حديث باطل، لا يثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
قال ابن الجوزي في العلل المتناهية [5] : هذا حديث لا يصح.
(1) أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (8919) وغيره، وصحح وقفه: ابن تيمية في شرح العمدة (كتاب الحج) (2/ 435) ، وابن حجر في المطالب العالية (2/ 36) .
(2) أخرجه بنحوه مسلم في صحيحه (2654) من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -.
(3) أخرجه الإمام أحمد في مسنده (16/ 576 / رقم 10978) ، والطبراني في مسند الشاميين (2/ 149) وغيرهما من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -. وقال العراقي - كما في كشف الخفاء (1/ 250) : لم أجد له أصلًا. وضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة (3/ 216) .
(4) مجموع الفتاوى (3/ 43 - 44 وَ 6/ 397 - 400، 580 - 581) ، ودرء التعارض (5/ 239) ، والاستغاثة (ص 387) ، ومسألة المعية والنزول (المجموعة العلية الأولى / ص 75) جامع المسائل (المجموعة الثالث / 163) ، عدة الصابرين (ص 83) ، نقض الدارمي (1/ 282، 2/ 695) ، شرح الرسالة التدمرية (217 - 219) .