عن ابن عباس، فيمكن أن يقال: إن له حكم الرفع لهذا الكلام"الحجر الأسود يمين الله في الأرض، فمن صافحه وقبله، فكأنما صافح الله وقبل يمينه"، وشيخ الإسلام ذكر هذا في التدمرية وقال عنه: (وفي الأثر الآخر) وذكره ووجهه، ثم قال: (مع أنَّ هذا الحديث إنما يُعرف عن ابن عباس) [1] .
ثانيًا: أجاب عن زعم المعترض بجوابين مضمونهما:
أولًا: أنه على فرض صحته؛ قال:"يمين الله في الأرض"فلم يقل الحجر الأسود يمين الله؛ بل قال:"في الأرض".
ثانيًا: أنه قال:"من استلمه وقبله فكأنما"والمشبه غير المشبه به , لم يقل من استلمه وقبله فقد صافح الله وقبله , إنما قال:"فكأنما"والمشبه غير المشبه به؛ فعلم أن مستلم الحجر ليس مصافحًا لله، ولا مُقَبِّلًا ليمينه.
ومن ذلك: قوله تعالى:"ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سموات"الآية [البقرة: 29] ، فقيل: استوى: ارتفع، وقيل: قصد؛ والثاني هو الذي ذكره ابن كثير وهو أولى، وليس ذلك من التأويل؛ بل اقتضاه تعدية الفعل بِـ (إلى) فتكون الآية دالة على المعنيين حيث ضمن لفظ (استوى) معنى: قصد؛ وبذا يظهر الفرق بين:"استوى إلى السماء" [البقرة: 29] و"استوى على العرش" [يونس: 3] .
وعلى كل حال هذا الكلام الذي ذكره الشيخ فيه الكفاية، والمنازعون والمخالفون وأهل الأهواء والمتعصبون يتتبعون المتشابه من كلام الله وكلام رسوله وكلام العلماء , كثير من الكلام تجد لهم فيه شبهة ويمكن أن يكون مؤيدًا , وهم ينسبون للإمام أحمد وغيره أنه تأول بعض النصوص وهو إذا تأول بعض النصوص جاز لنا أن نتأول ما سواها , والشيخ أجاب بما أجاب به ابن تيمية - رحمه الله - , فهذا الجواب مستمد من كلام شيخ الإسلام - رحمه الله -.
(1) التدمرية (216 - 218) .