الصفحة 9 من 101

مذاهب النّاس في الإيمان:

إختلف النّاس فيما وقع عليه إسم الإيمان إختلافا كثيرا.

* فذهب مالك والشافعي وأحمد والأوزاعي وإسحاق بن راهويه وسائر أهل الحديث وأهل الظاهر وجماعة من المتكلمين أنّه: قول وعمل يزيد و ينقص.

* وذهب ابن كلاب ورواية عن أبي حنيفة أنّه تصديق بالقلب وإقرار باللّسان.

* وذهب أبو منصور الماتريدي والأشاعرة وهي رواية أخرى لأبي حنيفة أنّ الإيمان تصديق بالقلب.

* وذهب الكرّامية أنّ الإيمان هو إقرار باللّسان فقط.

* وذهب الجهم بن صفوان وأبو الحسن الصالحي (أحد رؤساء القدرية) أنّ الإيمان هو المعرفة بالقلب.

تحرير المسألة:

أمّا الّذين قالوا أنّ الإيمان هو معرفة بالقلب كما ذهب إليه الجهم فهذا من أفسد المذاهب فإنّ لازم هذا القول أنّ فرعون وقومه كانوا مؤمنين فإنّهم عرفوا صدق موسى وهارون عليهما السّلام ولم يؤمنوا بهما، ولهذا قال موسى لفرعون:"قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنزَلَ هَؤُلاَء إِلاَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ بَصَائِرَ ... (102) "الإسراء. وقال تعالى:"وَجَحَدُوا بِهَا واسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا ... (14) "النمل.

وكذا أهل الكتاب كانوا يعرفون النبيّ صلى الله عليه وسلم كما يعرفون أبناءهم ولم يكونوا مؤمنين به بل كافرين به معاندين له، قال تعالى:"الَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (146) "البقرة. بل إبليس كذلك لم يجهل ربّه بل عارف به، فهل هو عند الجهم مؤمن؟.

قال الأمام إبن القيّم:

قالوا و إقرار العباد بأنّه ... خلاّقهم هو منتهى الإيمان ...

و الناس في الإيمان شيء واحد ... كالمِشط عند تماثل الأسنان ...

فاسأل أباجهل و شيعته و من ... والاهم من عابدي الأوثان ...

و سل اليهود و كلّ أقلف مشرك ... عبد المسيح مُقبل الصلبان ...

و اسأل ثمود و عاد بل سل قبلهم ... أعداء نوح أمّة الطوفان

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام