من شروطه أو لوجود مانع وهذا قول الحسن البصري ووهب بن منبه كما نقله ابن رجب في كتابه كلمة الإخلاص.
وهذا كلّه في من ترك الفرائض أو ما يسمّى جنس الأعمال، أمّا عن آحاد الأعمال فهي على نوعين منها ما يكفر تاركها كالشهادتين والصلاة، ومنها من لا يكفر تاركها كالزكاة على أصح الأقوال.
وكذا من الأعمال من يكفر فاعلها كالاستهزاء والسجود لغير الله، ومنها لا يكفر فاعلها إلاّ إذا إستحلها كشرب الخمر والزنى.
قال [1] الحافظ الحكمي: والفرق بين هذا، - أي الخوارج والمعتزلة - وبين قول السلف الصالح أنّ السلف الصالح لم يجعلوا كلّ الأعمال شرط صحة، بل جعلوا كثيرا منها شرطا في الكمال كما قال عمر بن عبد العزيز فيها: من إستكملها إستكمل الإيمان، ومن لم يستكملها لم يستكمل الإيمان، والمعتزلة جعلوها كلّها شرطا في الصحة والله أعلم إنتهى.
قال [2] الشيخ سفر الحوالي: الذين قالوا الإيمان قول وعمل، وكلّ طاعة هي شعبة من الإيمان، أو جزء منه، الإيمان يكمل بإستكمال شعبه وينقص بنقصها، ولكن منه ما يذهب الإيمان كلّه بذهابه ومنها ما ينقص بذهابه، فمن شعب الإيمان أصول لا يتحقق إلاّ بها ولا يستحق مدعيه مطلق الإسلام بدونها، ومنها واجبات لا يستحق الإسم المطلق بدونها، ومنها كمالات يرتقي صاحبها إلى أعلى درجاته وهؤلاء هم أهل السنة إنتهى.
(1) - معارج القبول {2/ 26}
(2) - ظاهرة الإرجاء { ... }