الصفحة 29 من 101

من الآية و الحديث أنّ الزكاة من الدّين، و أنّه من الإسلام، و الإسلام إذا أطلق دون مقارنته بلفظة الإيمان، فهو يعني الإسلام و الإيمان معا، و عليه يتضح مراد البخاري من أنّ الزكاة من الإيمان.

-باب: إتّباع الجنازة من الإيمان

عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلّى الله عليه و سلّم قال: من إتّبع جنازة مسلم إيمانا و إحتسابا، و كان معه حتّى يصلّى عليها و يُفرغ من دفنها فإنّه يرجع من الأجر بقيراطين كلّ قيراط مثل أحد، و من صلّى عليها ثمّ رجع قبل أن تُدفن فإنّه يرجع بقيراط.

و هذا مطابق لترجمة الباب أنّ إتّباع الجنائز من الإيمان، و هذا الإتّباع من جملة الأعمال، فصار أنّ الأعمال من مسمّى الإيمان.

-باب: أداء الخمس من الإيمان

عن أبي جمرة نصر بن عمران قال: كنت أقعد مع إبن عبّاس يُجلسني على سريره، فقال: أقم عندي حتّى أجعل لك سهما من مالي. فأقمت معه شهرين، ثمّ قال: إنّ وفد عبد القيس لمّا أتوا النبيّ صلّى الله عليه و سلّم قال: من القومُ - أو من الوفدُ -؟. قالوا: ربيعة. قال: مرحبا بالقوم - أو بالوفد - غير خزايا و لا ندامى. فقالوا: يا رسول الله، إنّا لا نستطيع أن نأتيك إلاّ في الشهر الحرام، و بيننا و بينك هذا الحيّ من كفار مُضر، فمُرنا بأمر فصل نخبر به من وراءنا، و ندخل به الجنّة. و سألوه عن الأشربة. فأمرهم بأربع و نهاهم عن أربع، أمرهم بالإيمان وحده، قال: أتدرون ما الإيمان بالله وحده؟. قالوا: الله و رسوله أعلم. قال: شهادة أن لا إله إلاّ الله و أنّ محمدا رسول الله، و إقام الصّلاة، و إيتاء الزكاة، و صوم رمضان، و أن تُعطوا من المغنم الخمس. و نهاهم عن أربع: عن الحنتم و الدُّباء و النّقير، و المُزفّت - و ربّما قال: المقيّر -، و قال: إحفظوهنّ و أخبروا بهنّ من وراءكم.

قوله عليه الصّلاة و السّلام: أتدرون ما الإيمان بالله وحده؟. ثمّ عدّ من جملة أركان الإيمان الأعمال: الصّلاة و الزكاة و الصّوم و أداء الخمس من المغنم، فهذا دليل من أقوى الأدلة على أنّ الأعمال من مسمّى الإيمان.

بوّب أبوداود على هذا الحديث في كتابه السنن باب في رد الإرجاء.

قال [1] ابن القيم معلقا على الحديث: وفي هذه القصّة أنّ الإيمان بالله هو مجموع هذه الخصال من القول والعمل كما أجمع على ذلك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعون وتابعوهم كلّهم ذكره الشافعي في المبسوط وعلى ذلك ما يقرب مئة دليل من الكتاب والسنة إنتهى.

(1) - زاد المعاد {3/ 607}

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام