وفيما يلي بيان علاقة الأعمال بالإيمان عند الخلف والذي ظنّه الكثير أنّه هو مذهب السلف فغلط غلطا فاحشا.
قال [1] البيجوري وهو يتكلم عن الأعمال: فالتارك لها أو لبعضها من غير إستحلال أو عناد للشارع أو شك في مشروعيته فهو مؤمن لكن فوّت على نفسه الكمال والآتي بها ممتثلا محصل لأكمل الخصال إنتهى
ومثله قال [2] الحسن أبوعذبة الحسن بن عبد الحسن: واعلم أنّ العمل ليس من أركان الإيمان خلافا للوعدية وليس ساقطا بالكلية حتى لا تضر المؤمن معصيته خلافا للمرجئة إنتهى.
من يقصد بالمرجئة؟:
اسمع ما يقوله عبد الله السكوني في كتابه أربعون مسألة في أصول الدين [3] : جاء في الحديث أنّ المرجئة كلاب أهل النار، والقدرية مجوس هذه الأمّة، والقدري من قال: إنّه يقدر أفعاله ويخلقها دون الله تعالى، والمرجئ من قال الإيمان قول اللسان خاصّة و إن لم يؤد فرضا يوما قط، فنقول كلّ من خالف مذهب أهل الحق وهم الأشاعرة عدول هذه الأمّة فهو معتزلي لأنّه من السنة و أهلها بمعزل إنتهى
فالأعمال عند الأشاعرة والماتردية ليست من الإيمان، و تقصد الأشاعرة بالمرجئة الكلاّبية القائلون أنّ الإيمان مجرد القول.
قال أبوالقاسم التيمي الأصبهاني في كتابه الحجة في بيان المحجة: الإيمان في الشرع عبارة عن جميع الطاعات الباطنة والظاهرة، وقالت الأشاعرة: الإيمان هو التصديق، والأفعال والأقوال من شرائعه لا من نفس الإيمان إنتهى.
و ممّا يزيد المسألة إيضاحا:
قال البيجوري في كتابه جوهرة التوحيد:
و فُسر الإيمان بالتصديق ... والنطق فيه الخلف بالتحقيق
(1) - تحفة المريد شرح جوهرة التوحيد {47}
(2) - الروضة البهية في ما بين الأشاعرة والماثردية {ص:40}