الصفحة 9 من 34

الموجودات، فلا يحجبه عن خلقه ظاهر عن باطن، ولا كبير عن صغير، ولا قريب عن بعيد، ولا يخفى على علمه شيء، ولا يشذ عن ملكه وسلطانه شيء، ولا ينفلت عن قدرته وعزته شيء، ولا يتعاصى عليه شيء، ولا يتعاظمه شيء" [1] ."

وجميع أعمال العباد قد أحصاها، وقد علم مقدارها ومقدار جزائها في الخير والشر، وسيجازيهم بما تقتضيه حكمته وحمده وعدله ورحمته. والملوك والجبابرة وإن عظمت سطوتهم، وعظم ملكهم، واشتد جبروتهم، وتفاقم طغيانهم، فإن الله لهم بالمرصاد. قد أحاط بأحوالهم، وأحصى وراقب كل حركاتهم وسكناتهم، ونواصيهم بيده، وليس لهم خروج عن تصرفه وإرادته ومشيئته.

أين المفر والإله الطالب

والأشرم المغلوب ليس الغالب [2]

فهذه الأسماء الثلاثة، ترجع إلى سعة علمه، وإحاطته بكل شيء، وإلى عظمة ملكه وسلطانه، وإلى شهادته لعباده وعلى عباده بأعمالهم، وإلى الجزاء وانفراد الرب بتصريف العباد. وإجرائهم على أحكام

(1) تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، للسعدي.

(2) قائل البيت: نفيل بن حبيب الخثعمي، تفسير ابن كثير (4/ 551) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام