"فدل ذلك على أن من لم يرد إليهما مسائل النزاع فليس بمؤمن حقيقة، بل مؤمن بالطاغوت، كما ذكر في الآية بعدها {ذَلِكَ} أي: الرد إلى الله ورسوله {خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلا} فإن حكم الله ورسوله أحسن الأحكام وأعدلها وأصلحها للناس في أمر دينهم ودنياهم وعاقبتهم".
ومثله قوله تعالى: {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} [الشورى: 10] ، قال ابن كثير في"تفسيره"7/ 193:
"أي: مهما اختلفتم فيه من الأمور وهذا عام في جميع الأشياء، {فحكمه إلى الله} أي: هو الحاكم فيه بكتابه، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، كقوله: {فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول} [النساء:59] ، {ذلكم الله ربي} أي: الحاكم في كل شيء، {عليه توكلت وإليه أنيب} أي: أرجع في جميع الأمور".
وقال السعدي في"تفسيره" (ص 753) :
"فكما أنه تعالى الرب الخالق الرازق المدبر، فهو تعالى الحاكم بين عباده بشرعه في جميع أمورهم".
وقال الشنقيطي في"أضواء البيان"7/ 47 - 56:
"قوله تعالى: {وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله} ما دلت عليه هذه الآية الكريمة من أن ما اختلف فيه الناس من الأحكام فحكمه إلى الله وحده، لا إلى غيره، جاء موضحا في آيات كثيرة."
فالإشراك بالله في حكمه كالإشراك به في عبادته، قال في حكمه: {ولا يشرك في حكمه أحدا} ، وفي قراءة ابن عامر من السبعة: {وَلَا تُشْرِكْ في حكمه أحدا} بصيغة النهي.